فن السماح … دع الألام ترحل!

فن السماح… دع الآلام ترحل
طال الحديث عن موضوع هام وغيرهام للبعض، تحدث عنه المدربون في التنمية الذاتية، وأشارإليه الباحثون في علم النفس وجربه الكثير من الأشخاص، وأتيت أنا لأحدثك في هذا المقال عن وجهة نظري فهل أنت مستعد لتقرأ كل ما سأقوله ؟ إذن هيا
لننطلق…
أخذت قلمي وقررت أن أكتب هذه الكلمات التي أريد أن تصل إلى القارئ ويتأمل معانيها بعمق، فهي إذن ليست كلمات عابرة يمكن أن يقرأها القارئ ويمر مرورالكرام بل هي كلمات تعبرعن عمق ما أشعربه، نعم لأن هذا موضوع مثيرإنه التسامح مع شخص ما أو ظرف ما سبب لك آلاما في حياتك، فمن خلال تجربتي وممارستي لتمارين التسامح والنتائج المذهلة التي حصلت عليها، قررت أن يكون هذا هوالموضوع الذي سأحدثك عنه.
لطالما سمعت عن التسامح ومفعوله السحري في جعل الحياة مبتهجة، ولكن توقفت كثيرا عند المفهوم السطحي للكلمة ولم يتعمق فهمه لدي إلا عندما كنت تحت التجربة، وهذا ما جعلني أصرعلى الكتابة في هذا الموضوع لأصل بك الى مستوى أعلى من الوعي والإدراك، فأنا أتفق معك إن كنت تقرأ للمرة الأولى عن التسامح أوسمعت من قبل أحدا يتحدث عنه،أتفق معك أن تقول في نفسك أنا أصلا إنسان متسامح، لكن شخصا آخر سيقول أنا لا أستطيع أن أسامح أحدا آذاني وآلمني وبسببه حدث لي كذا وكذا… إذن فكيف لي أن أسامحه على كل ما فعله معي
سامحني أن أتوقف قليلا عند هاتين الإستجابتين لأوضح التالي، فمن يقول أنا إنسان متسامح ولا داعي أن أعطي للأمر أي اهتمام و سأمضي في حياتي دون تركيز على الأمر فهذا الشخص لم يتعمق لديه معنى التسامح، وأنا مررت بهذه المرحلة من الفهم السطحي وكنت أردد أنني إنسانة متسامحة أقولها بلساني لكنني في الوقت نفسه أشعر بثقل داخلي، ولم يتعمق لدي الفهم لمعنى كلمة التسامح إلا عندما جعلت منه عادة يومية بشكل واع، ما جعلني أشعر بحب غير مشروط للحياة وفهم عميق لرسائلها رغم الألم المرافق لها.
أما الحالة الثانية للشخص الذي يصر على عدم قبول فكرة التسامح لأنه يحس بألم عميق بسبب شخص ما ولإعتقاده أن عدم التسامح يحدث ضررا لدى الطرف الآخر، فسأخاطبه بعبارة إنك لم تصب الهدف لماذا ؟ لأن ما تكنه من حقد وضغينة و إصرارعلى عدم قبول الفكرة من الأساس لن يضرالطرف الآخر، بقدر ما يكون ضرره خطيرا عليك أنت لأنك ببساطة تحبس داخلك طاقة سلبية تخنق أنفاسك، وشحنات ثقيلة تمنعك من التحرك بخفة و نشاط ،وتثقل كاهلك كأنك تحمل معك الشخص نفسه هذا إن كان واحدا ولكن إن كانوا عدة أشخاص فكان الله في عونك على حمل أعبائك وأعبائهم الطاقية، وكل هذا يجعل حياتك عسرا ومرضا مع تأخير في تجلي الأهداف.
ونصيحتي التي سأقدمها لك من خلال تجربة وخبرة لعدة سنوات من العمل على التغيير الشخصي سواء لي أو للعملاء الذين اشتغلت معهم، أنه لابد أن تنطلق من نقطة تلتقي عندها كل النقط ألا وهي مسألة التسامح والسماح بتحرير الشحنات السلبية الداخلية لديك، وذلك بما فيه مسامحة نفسك أولا وتقبلها ومسامحة غيرك
الآن بعد كل هذا الكلام يمكن أن ترد علي و تقول لي أنا أتفق معك، ولكن كيف أتعامل مع شخص آذاني و ظلمني بعد أن سامحته، هنا سأجيبك أن التسامح لا يعني أن تسمح في حقك أو تترك الآخر يستمر في إيذائك، ولكن ببساطة هي عملية تحرير نفسك من الشحنات السلبية لتعيش سلاما داخليا يمنحك قوة وطاقة إيجابية ففائدته تعود عليك أنت قبل الآخر
وتذكرأن أصلك في النهاية هو السلام والحب، كما أن العفو والصفح أقرب للتقوى وأوصى به الله تعالى.
و أما بالنسبة للتعامل مع الشخص المؤذي فخذ الأمر بشكل واع لأن هذا الشخص جاء فقط ليعلمك درسا ما، فخذ الرسالة وتفحصها وضع استراتيجيتك المناسبة للتعامل معه ومع ظروف الحياة بشكل عام
وفي الختام تخيل معي لو آمنت بفكرة السماح لكل الآلام أن تمر بسرعة وترحل، حتى وإن كانت بسبب شخص ما لأنها جاءت لتعطيك درسا عن وضع ما على يد شخص ما، وذلك كله من أجل أن ترتقي بوعيك و تطور من نفسك وتحسن محيطك، هكذا ستجعل من التسامح فنا من الفنون المفضلة لديك.
مع أجمل التحايا أختكم كوتش الزهرة العبدلاوي
المغرب
استجابات